خطوة للأمام... خطوتين للخلف!؟
ها هي ستلتقي به أخيرا... ووجها لوجه هذه المرة... لا يفصل بينها وبينه سوى ظلال شجرة سنديان ضخمة، تتربع وسط الحديقة الصغيرة، في شبه الجزيرة القائمة على نتوء بسيط يطل على بحيرة جنيف.
وقد قررت -وهي تتوجه إليه- أن تتحاشى النظر مباشرة في عينيه... خوفا من أن تضعف... أو تستسلم لشروطه التي رفضتها عشرات السنين!.
اقتربت منه بحذر، تتصنع الكبرياء والعنفوان، وكأنها تعود ثانية لحلبة المصارعة لتخوض جولة أخرى من جولات معركة، بينها وبين خصم تعرفه وتعرف تكتيكاته معرفة جيدة، وتعودت على تلقي وصد وتوجيه اللكمات فيها دون أي شفقة أو رحمة.
وفيما هي تتجاوز الظلال، كانت تبحث عن نقطة ما تسند عليها نظرها بعيدا عن وجهه -حيث تتربع عليه ابتسامته الساخرة المخيفة-... وتدعو الله في سرها بان لا يفضح وهنها وتعب السنين الطويلة التي تركت آثارها الواضحة على سحنتها البيضاء الناعمة خطوطا متعرجة ومتقطعة تطوق رقبتها وبعضا من أطراف جبهتها.
ولشدة ارتباكها من زحمة تلك الأفكار التي سيطرت عليها دفعة واحدة، علق كعب حذائها في تربة الحديقة الرطبة، وكادت أن تخسره لولا عناية التمثال البرونزي الذي امن لها متكئا يدفع عنها الحرج... فتصنعت الاهتمام بقراءة اللوحة المعلقة عليه: (هذا نصب تذكاري للمفكر والفيلسوف الكبير "فولتير" ابن مدينة جنيف الذي أمضى ردحا كبيرا من شبابه فيها مسطرا أجمل أعماله...) فابتسمت وهي تجول بنظرها تفاصيل هذا النصب وتذكرت أول لقاء به في ذات الحديقة... وبجانب ذات التمثال... وأول حديث ونقاش دار بينها وبينه حول الفن والأدب والفلسفة والدين... وهمست تحدث نفسها: (كم كنت ساذجة وسخيفة... تصنعت الاهتمام بكل تلك الفنون -معتمدة على ثقافتي الكبيرة التي غنمتها من قراءة الكتب الكثيرة التي كنت أستعيرها من مكتبة والدي- لكي لا افقد صداقته... كنت تحت تأثير نظراته وكلماته الدافئة الحنونة... وكم كنت سعيدة جدا عندما منحني موعدا للقاء ثان به.... لم انم ليلتها... كنت كثيرة الانشغال بالسؤال عن تلك الصدفة التي من الممكن أن تجمع بين اثنين، كل منهما جاء من بلد يبعد عن هذه المدينة آلاف الأميال... لا يرتبط أي منهما بأي رابط بها سوى الحلم... أو ربما القدر... وبان تلك الصدفة وهذا الدفق الاستثنائي للمشاعر الجميلة التي غمرتني لم تكن لتحدث عبثا!؟.
واذكر كيف تخليت عن أصدقائي وضحيت بعائلتي وميراثي وديانتي ووطني لأجله... ولأجل حبه... واعرف بأنني لم استفق من وهل هذه الصدمة العاطفية ووهل هذا الحلم الرائع الذي زينه بحبه ورعايته وحنانه إلا بعد أن أصبحت أما لطفلين رائعين خطفا كل اهتمامي... ومنذ ذلك الحين بدأت اخسره شيئا فشيئا...
وبعد كل كبوة كنت أعيشها ضحية قلة حيلتي من جراء محاولاتي استعادة حب وثقة أبوي المفقودة – بإهدائهما حفيدين لم يكونا ليحلمان بهما دوني-... كان يبتعد عني أكثر فأكثر!؟...
وكثرت أخطائي وعثراتي ومحاولاتي تصحيح ما استطيع منها حتى خسرته وخسرت أطفالي... وخسرت شبابي أيضا!؟..).
ها هي ستلتقي به أخيرا... ووجها لوجه هذه المرة... لا يفصل بينها وبينه سوى ظلال شجرة سنديان ضخمة، تتربع وسط الحديقة الصغيرة، في شبه الجزيرة القائمة على نتوء بسيط يطل على بحيرة جنيف.
وقد قررت -وهي تتوجه إليه- أن تتحاشى النظر مباشرة في عينيه... خوفا من أن تضعف... أو تستسلم لشروطه التي رفضتها عشرات السنين!.
اقتربت منه بحذر، تتصنع الكبرياء والعنفوان، وكأنها تعود ثانية لحلبة المصارعة لتخوض جولة أخرى من جولات معركة، بينها وبين خصم تعرفه وتعرف تكتيكاته معرفة جيدة، وتعودت على تلقي وصد وتوجيه اللكمات فيها دون أي شفقة أو رحمة.
وفيما هي تتجاوز الظلال، كانت تبحث عن نقطة ما تسند عليها نظرها بعيدا عن وجهه -حيث تتربع عليه ابتسامته الساخرة المخيفة-... وتدعو الله في سرها بان لا يفضح وهنها وتعب السنين الطويلة التي تركت آثارها الواضحة على سحنتها البيضاء الناعمة خطوطا متعرجة ومتقطعة تطوق رقبتها وبعضا من أطراف جبهتها.
ولشدة ارتباكها من زحمة تلك الأفكار التي سيطرت عليها دفعة واحدة، علق كعب حذائها في تربة الحديقة الرطبة، وكادت أن تخسره لولا عناية التمثال البرونزي الذي امن لها متكئا يدفع عنها الحرج... فتصنعت الاهتمام بقراءة اللوحة المعلقة عليه: (هذا نصب تذكاري للمفكر والفيلسوف الكبير "فولتير" ابن مدينة جنيف الذي أمضى ردحا كبيرا من شبابه فيها مسطرا أجمل أعماله...) فابتسمت وهي تجول بنظرها تفاصيل هذا النصب وتذكرت أول لقاء به في ذات الحديقة... وبجانب ذات التمثال... وأول حديث ونقاش دار بينها وبينه حول الفن والأدب والفلسفة والدين... وهمست تحدث نفسها: (كم كنت ساذجة وسخيفة... تصنعت الاهتمام بكل تلك الفنون -معتمدة على ثقافتي الكبيرة التي غنمتها من قراءة الكتب الكثيرة التي كنت أستعيرها من مكتبة والدي- لكي لا افقد صداقته... كنت تحت تأثير نظراته وكلماته الدافئة الحنونة... وكم كنت سعيدة جدا عندما منحني موعدا للقاء ثان به.... لم انم ليلتها... كنت كثيرة الانشغال بالسؤال عن تلك الصدفة التي من الممكن أن تجمع بين اثنين، كل منهما جاء من بلد يبعد عن هذه المدينة آلاف الأميال... لا يرتبط أي منهما بأي رابط بها سوى الحلم... أو ربما القدر... وبان تلك الصدفة وهذا الدفق الاستثنائي للمشاعر الجميلة التي غمرتني لم تكن لتحدث عبثا!؟.
واذكر كيف تخليت عن أصدقائي وضحيت بعائلتي وميراثي وديانتي ووطني لأجله... ولأجل حبه... واعرف بأنني لم استفق من وهل هذه الصدمة العاطفية ووهل هذا الحلم الرائع الذي زينه بحبه ورعايته وحنانه إلا بعد أن أصبحت أما لطفلين رائعين خطفا كل اهتمامي... ومنذ ذلك الحين بدأت اخسره شيئا فشيئا...
وبعد كل كبوة كنت أعيشها ضحية قلة حيلتي من جراء محاولاتي استعادة حب وثقة أبوي المفقودة – بإهدائهما حفيدين لم يكونا ليحلمان بهما دوني-... كان يبتعد عني أكثر فأكثر!؟...
وكثرت أخطائي وعثراتي ومحاولاتي تصحيح ما استطيع منها حتى خسرته وخسرت أطفالي... وخسرت شبابي أيضا!؟..).